5 طرقٍ لإيجاد المهنة المناسبة لك

سمعتُ أحدهم يقول ذات مرة: "لا وجود للموهبة في الواقع؛ وإنَّما تتعلق كل النجاحات بعدد ساعات العمل؛ إذ يجب أن تعمل 10000 ساعة أو لمدة 10 سنوات؛ ومن ثمَّ تستطيع أن تصبح بارعاً وتكتسب المهارة في أي مجال تريده".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "جو بارنز" (Joe Barnes)، ويُحدِّثنا فيه عن أهم الطرائق لإيجاد المهنة المناسبة لكل إنسان، والتي يشعر بالشغف والحماسة تجاهها.

نتساءل دوماً إن استطاع أي شخصٍ أن يطوِّر قدراته ويجعل من نفسه إنساناً ناجحاً في أي مجال يرغب فيه من خلال العمل الجاد وبذل الجهود الكبيرة والاقتداء بالناجحين والتعلم والمثابرة.

يُعَدُّ السؤال السابق شيقاً ومشجِّعاً؛ لأنَّه يفتح باب الفرص أمامنا جميعاً لتحقيق أحلامنا إن كان صحيحاً؛ لذا دعونا نكتشف الجوانب المختلفة لهذا النقاش ونحدِّد بعض العوامل الهامة والرئيسة التي ستمكنك من إيجاد المهنة المناسبة لك.

وجهة نظر المجتمع:

لا عجبَ أنَّ المجتمع سيخبرك بأنَّك لا تستطيع تحقيق سوى إنجازات قليلة خلال حياتك، كما يشير العلماء الاجتماعيون الموقَّرون إلى دراساتٍ تفيد بأنَّ بيئة الإنسان مثل حصوله على التعليم وخلفيته الاجتماعية وتربيته خلال الطفولة تؤدي الدور الحاسم في ذلك.

كذلك يقول الصحفي والكاتب الكنديُّ "مالكوم جلادويل" (Malcolm Gladwell) مؤلف كتاب "المتميزون" (Outliers) إنَّ جزءاً كبيراً من نجاح المرء يعود إلى الحظ مهما عمل بجدٍّ وبذل من مجهود ومهما بلغت براعة أفكاره وتميزها.

يُعَدُّ الحظ والموهبة العاملَين الرئيسيَّين اللذين يستخدمهما المجتمع لتفسير النجاح؛ وسواء وُلِدتَ بموهبة نادرة ورائعة لأبعد الحدود والتي تمكنك من التفوق على جميع المنافسين، أم التقيتَ صدفةً بتميمة حظٍّ تكاد تضع النجاح بين يديك دون أن تبذل أي مجهود يُذكَر؛ فرسالة المجتمع واضحة في الحالتين كلتيهما، وهي أنَّ مجموعةً كاملة من العوامل الخارجة عن سيطرتك ستحدِّد في النهاية مسار حياتك.

إنَّ أفضل ما تستطيع فعله بشأن وجهة نظر المجتمع هو تجاهلها كلياً؛ لأنَّها لن تساعدك بأي شكلٍ كان على الرَّغم من قبول أغلبية الناس لها.

لأنَّ سبب النجاح يتوقف دوماً على عوامل خارجة عن نطاق سيطرتك؛ فيمكن أن يؤدي بسهولة إلى الشعور بالعجز والضعف.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتجني ثمار عملك الجاد

وجهة نظر خبراء المساعدة الذاتية:

يقول لك خبراء المساعدة الذاتية: "إنَّ العالم مُلْكٌ لك وأنَّك تستطيع فعل أي شيء"؛ إذ يستطيع المرء أن يطوِّر نفسه ويجعل منها كلَّ ما يحتاج إليه في سبيل النجاح والتفوق من خلال التعلم والاقتداء بالناجحين والتدرب على التكيف مع جميع المتغيرات التي قد تطرأ في حياته؛ ومن ثمَّ المثابرة على ذلك لفترة كافية.

يجب أن تكررَ العبارات التشجيعية لنفسك وتدرِّبَ مخيلتك وتدخلَ في حالة ذهنية من السعي إلى بلوغ القمة وتجبرَ نفسك على الخروج من منطقة راحتك وتكونَ طموحاً وواثقاً من نفسك وتتمتعَ بأفكار عظيمة وهامة، وستبدأ التغييرات بالحدوث في حياتك بعد فترة من الزمن لتجذبَ النجاح إليها.

ستكون عندَها أكثر ثقةً وجاذبية وستتمتع بنفوذ ساحر؛ إذ تتعلم من أخطائك بدلاً من التراجع والاستسلام وتتحلَّى بالثقة بالنفس لتنتهز الفرصة حين تجدُها.

سيكون من الجيد أن تتدرب على كل ما سبق، وستزداد فرص نجاحك في أي مجال تشعر بالشغف والحماسة تجاهه عشرةَ أضعاف حين تدرك بأنَّك مَنْ يؤدي الدور الحاسم في تحقيق نجاحك.

لكن يوجد تحفُّظ واحد يجب التحذير منه، وهو أنَّ نظرة خبراء المساعدة الذاتية عامة جداً؛ فلو استطاع كل إنسان أن يفعل أي شيءٍ فعلاً، فكيف سيكون باستطاعته أن يختار من بين الاحتمالات والفرص اللامتناهية ليجدَ في النهاية طريقه الذي يصفه بأنَّه المهنة المناسبة أو المختارة له.

إقرأ أيضاً: هل تنجح المساعدة الذاتية مع الأشخاص المحطمين؟

وجهة نظري الخاصة:

الموهبة موجودةٌ فعلاً، وهو ما اكتشفتُه بنفسي ويُعدُّ أمراً هاماً جداً في تحديد المهنة المناسبة لكل منَّا؛ فخلال سنوات عملي بصفتي كوتش تدريب كرة المضرب، تتبعتُ تطوُّر الأطفال الذين امتلكوا موهبة فطرية طبيعية في هذه الرياضة مقارنةً بالأطفال الذين لم يتمتعوا بتلك الموهبة.

وجدتُ أنَّ الأطفال الموهوبين تعلموا أن يصبحوا بارعين في اللعب ويتقنوا طريقته بصورة أسرع من أقرانهم، وحوَّلوا اللعبة لمصلحتهم بإتقان وكفاءة أكبر، وامتلكوا قدرة فريدة لتعلُّم بعض المهارات من تلقاء أنفسهم ودون مساعدة أحد.

على أي حال، وقبل أن أُتهم بكوني مُدافعاً عن وجهة نظر المجتمع، يجب أن تقرأ هذا المقال حتى النهاية؛ فقد تعلمتُ فكرتَين مشوقتَين إضافيتين من عملي في ذلك المجال.

أولاً، على الرَّغم من العِظاة التي يروِّج لها المجتمع، وُجِدت أقلية لا بأس بها من الأطفال الذين أمكن تصنيفهم بصفتهم موهوبين، وقد بلغت نسبتهم لديَّ نحو 20%، بدلاً من الاستثناء المميَّز الذي يمثل واحداً في المليون ويريد منَّا المجتمع أن نصدق بوجوده.

كانت الملاحظة الثانية التي أدركتُها هي أنَّ الموهبة كانت عاملاً للتنبؤ غير دقيق للنجاحات المستقبلية؛ فالأطفال الذين انتهى بهم المطاف بالتفوق والبراعة والذين يلعبون الآن على المستوى الإقليميِّ أو الوطنيِّ بعد 10 سنواتٍ من اللعب والتدريب بثباتٍ وإصرار هم الأطفال الذين كانوا مهووسين بكرة المضرب في الواقع.

إذاً المبدأ الرئيسي هو أنَّك من المُحتمَل جداً أن تكون قادراً على فعل أي شيء، لكن يجب أن تضع نفسك في الموضع المناسب بحكمة كي تدبِّر الأمور بما يناسبك وبما فيه مصلحتك الخاصة.

إليك فيما يأتي:

5 خطوات لا يمكن أن تفشل أبداً عند اتباعها:

1. البحث والتحليل في طرائق المساعدة الذاتية:

مبادئها ناجحة فعلاً وستمنحك أساساً متيناً للنجاح في أي مجال ترغب فيه.

2. تجاهُل نظرة المجتمع:

سيحاول المجتمع إقناعك دوماً بأنَّك عاجز عن التأثير في العالم حولك، لكن يجب ألَّا تستمع لذلك.

3. استخدام مواهبك:

هوِّنْ على نفسك، فقد ترغب في أن تصبح مُغنيَّاً أو نجماً رياضياً، لكن يجب أن تسأل نفسك إن تمتعت بموهبة فطرية أو سليقية بالنسبة إليك، وعندَها امنحْ نفسك الأفضلية في مجال تلك الموهبة وثبِّت أقدامك فيها.

إن لم تكنْ متأكداً من المجال الذي تكمن مواهبك فيه، يجب أن تبحث عن المهارات التي تتعلمها بسرعة وتأخذ بنصيحة الآخرين عن المجال الذي تبرع فيه من وجهة نظرهم.

أخيراً عدم الاعتراف بوجود الموهبة هو خرافة نادرة، فقد لا تكون موهوباً في كل الأمور؛ لكنَّك ستتمتع حتماً بموهبة في مجال ما

إقرأ أيضاً: لكي تكون ناجحاً، اعمل بما تتقن

4. إيجاد هوسك:

ستوصلك الموهبة لدرجة محدودة من التطوُّر فقط؛ لذا كي تجد المهنة المناسبة لك وتكتفي بها، يجب أن تكون مهووساً بفكرة تحقيقها؛ فلن تستمد ما يكفي من الإلهام للعمل طوال الوقت اللازم كي تصبح شخصاً ناجحاً إلا من المساعي والأهداف التي تحبُّها حقاً، ولحسن الحظ يبدو أنَّ لدينا ميلٌ للاستمتاع بما نتقن فعلَه؛ لذا يجب أن ينسجم هذا بصورة طبيعية جداً مع استخدام مواهبك.

5. التكيُّف والتأقلم:

قد يكون لديك أكثر من شغف؛ لذا كنْ مستعداً لإمكانية تطوُّر أحلامك خلال حياتك.




مقالات مرتبطة